Friday, June 8, 2007

صديقى اللدود


على الرغم من اننا متشابهين فى عدة اشياء كما يخيل الى كل من يرانا, تظل اكتر صفاتنا تطابقا هما العناد و الاعتراض. فقلما نتفق على شيىء , اذا اتفقنا فى العموميات اختلفنا فى التفاصيل و اذا ذادت حدة النقاش يظهر سريعا شيىء نتفق عليه يهدى الامور الى حين ان تشتعل من جديد, فهذا هو حالنا منذ ان تقابلنا قبل اكثر من سنتيين فى بلاد الرياح و الضباب و اللبن الحليب.

تعددت مناقشاتنا و تفرعت وتقاطعت حياتنا و تشابهت فمن فقه الامام احمد بن حنبل مرورا بالتصوف و التشيع الى الحركات الباطنية و الظاهرية. من تصاميم الطائرات المقاتلة الى لعب الاطفال فى الشوارع. من معادلات السياسة الدولية و التاريخ القديم و الحديث الى عالم اليوم الملىء بالتعقيدات و الرموز المبهمة. من الشعر و الادب القديم و سخريته الدائمة من لغتى العربية التى نسيتها خلال رحلتى فى ارجاء الارض الشاسعة الى اعجابنا المشترك بعم نجيب محفوظ و ام كلثوم و عبد الوهاب و السنباطى و كل من له علاقة بالافلام الابيض و الاسود. من السياسات الكارثية التى تنتهجها الحكومة المصرية منذ عهد محمد على الى يومنا هذا الى التخطيط لمشارع تنمية يمكن ان تغير مصر فى غضون عشريين عاما فقط. من الولع بالثقافة الغربية الى الصدام المستحكم بيننا عن علاقة الشرق بالغرب. من طبيخة المفضل "الايطالى" الذى يسبب لى تلبك معوى الى طبيخى (المعجن او المحترق ايهما ا سرع على النار) الذى ياكله تاففا . من محولاتة لدفعى لكتابة اول مدونة لى عن الواقع المؤلم لاستنزاف الثروات الطبيعية فى مصر الى رغبتى فى الكتابة عن حكاية المسوخ و مسوخ المسوخ و الوحش لعمنا نجيب محفوظ . ولكن تظل قدرته البلاغية الفائقه بالاضافة الى منطقه القوى تتصادم مع قدراتى الدقيقة على التحليل المستندة الى تجاربى الحياتية و المعملية الطويلة فى الحياة مع الكثير من انواع البشر شرقا و غربا جنوبا و شمالا اكبر العوائق التى تمنع اتفاقنا على شيء. ربما اتفقنا ضمنيا(بدون ان نصرح) على شيى واحد فقط هو ان نظل مختلفيين متناطحيين الى ان يرث اللة الارض و من عليها او انجح فى تزويجه (ايهما اقرب).

هذا هو صديقى اللدود الذى قدمنى الى عالم المدونات والذى آثرت ان تكون اول تدوينة لى عنه.